نعم : يجب أن لانخاف من هذا الحراك الشعبي الإيجابي الذي بدأ يطالب ، ويرفع صوته بتحقيق العدالة الاجتماعية والعيش الكريم بتقسيم الثروة الوطنية وفق مقاييس عادلة، وشبكة أجور ترفع الدخل الفردي إلى مستوى يليق بالحياة الكريمة ... نعم يجب أن نثمن لأبنائنا كبرياءهم في رفض الظلم ، يجب أن تكبر جرأتهم في التعبير عن أنفسهم كي لا تتعفن أحلامهم ، كي لا تسلبهم النظرة السوداوية الانتحارية تطلعهم إلى غد يحلمون به.
ما ذا ينتظر أمثالي من أبنائهم الذين علموهم الفضيلة والأدب والحق والعدل وقيم الخير وحب الوطن غير أن يكونوا أيادي بناء وفعل وإيجابية لا أن يستنزفوا فراغهم في إطلاق الكلام الفارغ، في مقهى أو على ظهر فايسبوك أو حتى تربصهم كالذئاب انتظارا لمنصب عمل إن ظفروا به استكانوا ، وانقلبوا ربما دعاة لوطنية تخصهم فقط....
لقد أنتجت المسكنات السياسية والاقتصادية حالات من اللاتوازن التنموي ، أصبحت الميزانية تصب فيها في مقر الولاية ويستأثر أبناؤها بحيوية تجارية ، واستقطاب للاستثمار ، بل واستئثار بمناصب الشغل، والهيمنة على الإدارات والقرار لتتشكل لوبيات وقوميات وقبائل في تسيير مصالح المواطن وحاضره ومستقبله ولم يعد فيها للكفاءة فرصة بل وصارت البلديات مجرد بؤر للبطالة والفقر والجريمة واليأس ... هذا ما يعلنه هؤلاء الشباب ، هذا ما نراه أيضا في عدد المستفيدين من مناصب الشغل والسكنات ، في البرامج التنموية والإدارات المتركزة في الولاية فقط دون أن ينالنا منها خير أو ضير .
الحل ليس أن تكون كل بلدية ولاية ولكن بإبداع سياسة عادلة ننصت فيها لمطالب هذه البلديات المهمشة وشبابها المغيب عن العمل والإنتاج والحياة .
ليست هناك تعليقات: