في البداية يجب أن نقدر العمل الذي تقوم به الهيئات الأمنية و الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها في مكافحة هذه الظاهرة.
بعد متابعتي للمقال المنشور بموقعكم بعنوان "ارتفاع معدلات الجريمة وتضاعف كمية المخدرات المحجوزة 10 مرّات... والمواطن مطالب بالالتزام تجاه نفسه ومجتمعه" والذي تم من خلاله عرض حصيلة عمل سلك الأمن بولايتنا، و بعد اطلاعنا على محتوى العديد من الإحصائيات من مختلف ولايات الوطن، نلاحظ أنها لا تختلف كثيرا عن بعضها البعض كونها تجمع على ارتفاع محسوس في أعداد المدمنين.
لذا توجب علينا توضيح نقطتين رئيسيتين بناءا على هذه المعطيات:
أولا : في كل مرة يتم التركيز فيها على خطورة الظاهرة من خلال إبراز أهم النتائج الضارة التي تهدد أمن المجتمع، كما يتم التركيز على أن علاج هذه الظاهرة من أولويات المجتمع نفسه كونه هو من مهد لظهورها، في حين نرى أنه الأجدر بنا الاهتمام أكثر بمعرفة الأسباب الرئيسية لتفشي هذه الظاهرة ، التي تمكننا من انتشال هذه الآفة.
نعتقد أن السبب الرئيسي يرجع بالأساس إلى الفراغ الرهيب الذي تعانيه هذه الفئة والذي يرجع بدوره إلى تفشي ظاهرة البطالة بالأساس، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه بارونات التهريب.
إن شبابنا اليوم لا يستهلك المخدرات لأجل النشوة والترفيه بل لأجل الهروب من الواقع المر الذي يعيشه. كما أن تبرير انتشار هذه الآفة بكون الجزائر مستهدفة من الخارج تبرير غير مقنع لأن القضاء على هذه الآفة بأيدينا نحن وليس بأيدي جيراننا و ذلك من خلال القضاء على مسبباتها .
ثانيا : عندما نتحدث بلغة الأرقام والإحصاءات التي في كل مرة تفاجئنا بها الهيئات الأمنية والتي لا نعلم حتى إن كانت تبريرا على العمل الذي تقوم به أم تبرير عن الفشل. لأن القراءة السوسيولوجية لهذه الأرقام تثبت العكس و ذلك من خلال ما خفي أعظم. فالأرقام التي أطلعتنا عنها هذه الأسلاك هي في ارتفاع دائم من سنة إلى أخرى.
فمثلا : - سنة 2010 : 17 طن كيف معالج
- سنة 2013 : 93 طن كيف معالج
لكن الغريب في الأمر نجد في المقابل أن إحصاءات الديوان الوطني لمكافحة المخدرات عبر مختلف مراكزه المنتشرة عبر الوطن هي في ارتفاع كذلك مما يعني أن الإقبال على تناول هذه السموم هو في تزايد مستمر ، و الإشكالية هي :
أين نتائج العمل الذي تقوم به هذه الأسلاك الأمنية ؟؟
نحن لسنا هنا في مقام تقييم الجهد الذي تقوم به هذه الهيئات، وهو جهد يذكر فيشكر. ولكننا نريد أن نلفت نظر سيادتكم إلى أن القضاء على هذه الآفة يكمن في القضاء على أسبابها وليس النتائج المترتبة عنها. وهذا ما نلاحظه في جل الملتقيات والأيام التحسيسية التي تركز على إظهار مخاطر الظاهرة وتتناسى التأكيد على ضرورة التكافل مع جميع الهيئات التي لها صلة بالموضوع خاصة تلك التي عملها ميداني أكثر مثل مصلحة النشاط الاجتماعي، و مديريات التشغيل، و الجمعيات الفاعلة في الوسط الاجتماعي.
حصيلة 2013 للمركز الوسيط لعلاج المدمنين
الجلفة انفو
بعد متابعتي للمقال المنشور بموقعكم بعنوان "ارتفاع معدلات الجريمة وتضاعف كمية المخدرات المحجوزة 10 مرّات... والمواطن مطالب بالالتزام تجاه نفسه ومجتمعه" والذي تم من خلاله عرض حصيلة عمل سلك الأمن بولايتنا، و بعد اطلاعنا على محتوى العديد من الإحصائيات من مختلف ولايات الوطن، نلاحظ أنها لا تختلف كثيرا عن بعضها البعض كونها تجمع على ارتفاع محسوس في أعداد المدمنين.
لذا توجب علينا توضيح نقطتين رئيسيتين بناءا على هذه المعطيات:
أولا : في كل مرة يتم التركيز فيها على خطورة الظاهرة من خلال إبراز أهم النتائج الضارة التي تهدد أمن المجتمع، كما يتم التركيز على أن علاج هذه الظاهرة من أولويات المجتمع نفسه كونه هو من مهد لظهورها، في حين نرى أنه الأجدر بنا الاهتمام أكثر بمعرفة الأسباب الرئيسية لتفشي هذه الظاهرة ، التي تمكننا من انتشال هذه الآفة.
نعتقد أن السبب الرئيسي يرجع بالأساس إلى الفراغ الرهيب الذي تعانيه هذه الفئة والذي يرجع بدوره إلى تفشي ظاهرة البطالة بالأساس، بالإضافة إلى الدور الذي تلعبه بارونات التهريب.
إن شبابنا اليوم لا يستهلك المخدرات لأجل النشوة والترفيه بل لأجل الهروب من الواقع المر الذي يعيشه. كما أن تبرير انتشار هذه الآفة بكون الجزائر مستهدفة من الخارج تبرير غير مقنع لأن القضاء على هذه الآفة بأيدينا نحن وليس بأيدي جيراننا و ذلك من خلال القضاء على مسبباتها .
ثانيا : عندما نتحدث بلغة الأرقام والإحصاءات التي في كل مرة تفاجئنا بها الهيئات الأمنية والتي لا نعلم حتى إن كانت تبريرا على العمل الذي تقوم به أم تبرير عن الفشل. لأن القراءة السوسيولوجية لهذه الأرقام تثبت العكس و ذلك من خلال ما خفي أعظم. فالأرقام التي أطلعتنا عنها هذه الأسلاك هي في ارتفاع دائم من سنة إلى أخرى.
فمثلا : - سنة 2010 : 17 طن كيف معالج
- سنة 2013 : 93 طن كيف معالج
لكن الغريب في الأمر نجد في المقابل أن إحصاءات الديوان الوطني لمكافحة المخدرات عبر مختلف مراكزه المنتشرة عبر الوطن هي في ارتفاع كذلك مما يعني أن الإقبال على تناول هذه السموم هو في تزايد مستمر ، و الإشكالية هي :
أين نتائج العمل الذي تقوم به هذه الأسلاك الأمنية ؟؟
نحن لسنا هنا في مقام تقييم الجهد الذي تقوم به هذه الهيئات، وهو جهد يذكر فيشكر. ولكننا نريد أن نلفت نظر سيادتكم إلى أن القضاء على هذه الآفة يكمن في القضاء على أسبابها وليس النتائج المترتبة عنها. وهذا ما نلاحظه في جل الملتقيات والأيام التحسيسية التي تركز على إظهار مخاطر الظاهرة وتتناسى التأكيد على ضرورة التكافل مع جميع الهيئات التي لها صلة بالموضوع خاصة تلك التي عملها ميداني أكثر مثل مصلحة النشاط الاجتماعي، و مديريات التشغيل، و الجمعيات الفاعلة في الوسط الاجتماعي.
حصيلة 2013 للمركز الوسيط لعلاج المدمنين
الجلفة انفو
ليست هناك تعليقات: