ليلة الضفادع ...غانم عبد الحميد

كنت أظن أن الخبر الذي يتصدر نشرة التاسعة في قناة النهار التي تتابع إضراب قطاع التربية أولا بأول،على أساس المنحنى البياني الذي اخذه مجرى الحداث لا سيما مع عطلة نهاية الأسبوع،فإذا بها تطالعنا باكتشاف في ظنها يزلزل عرش التربية ،ويتمثل في نص على كتاب القراءة السنة الرابعة بعنوان :كيف خلقت الضفادع.حتى إن قاريء الخبر يتباهى بهذا السبق الصحفي ،مع العلم أن هذا الكتاب صدر في السنة الدراسية 2006 /2007م ضمن وحدة الأساطير ،وهذه الوحدة موجودة في كل مستوى ،ففي السنة الثانية بعنوان:عودة أوذيسيوس،وفي السنة الثالثة بعنوان:لوكيوس يتحول إلى حمار،والغريب في الأمر أنهم لم يتنبهوا لعدم وجود علامة الاستفهام بعد العنوان .ثم راحوا ياخذون بفتاوى بعض الأئمة ،حتى إن منهم من أخذ على الوزارة عدم إشراكها قطاع الشؤون الدينية في إعداد النصوص،وكأننا ننتج فيلم الرسالة  ونحتاج إلى رأي الأزهر أو المجلس الإسلامي الأعلى ،وإذن ما هو دور لجنة إعداد المناهج من حيث انتقاء المضامين نومراقبة السلامة اللغوية ونحوذلك؟كما استهجنت القناة وفضيلة الشيخ أخذ النص من الأنترنت ،وكأنه النص الوحيد،والواقع أن كل مستوى لا يخلو من عدة نصوص مأخوذة من الأنترنت ،ولا سيما النصوص التي تفرضها المستجدات العلميةكنص الكلب
الروبوتي وقلم الأنترنت في كتاب القراءة للسنة الأولى المتوسطة.ولاغضاضة في أن يدرس التلميذ الأساطير كلون أدبي نثري بغرض إثراء الخيال وتنمية اللغة والتعرف على آداب الأمم الأخرى ،ثم يأتي النقد الأدبي مضموناوشكلا ليصل بالمتعلمين انفسهم من إصدار الأحكام ،وأذكر أنني في قسمي بعد أن أتممت خطوات دراسة هذا النص سألت تلامذتي بالحرف الواحد :هل هذا هوالتفسير العلمي لخلق الضفادع فأجابوا جميعا :لا.ثم سألتهم :هل هذا هوالتفسير الديني لخلق الضفادع :فقالوا :لا .بل الله هو الذي خلقها.إذن فلا ضير أن يعرف التلميذأم مفهوم الآلهة وثني،معروف عند الأمم القديمة ،فهم عرفوا عشتار وأولمب وفبنوس .ولو كان لدي وقت كاف وأردت وأيقنت بجدوى عمل كهذا لقمت بعملية مسح لكتب القراءة من السنة الأولى إلى الرابعة نولكن يبقى عمل الفوج او الجنة دائما اكثر انسجاما ووجاهة.فقط ارجو أن لا يكون المقصود بالضفادع في هذا التوقيت بالذات غير الضفادع.