احتجاج وارتجاج

دعونا نضحك قليلا مع الذين يعتقدون أن احتجاجا شبابيا نتج عنه إحراق وتخريب لممتلكات عامة وخاصة ، وجرحى وقتلى لم يكن إلا تعبيرا اجتماعيا ساخطا على ارتفاع الأسعار ، وتدني القدرة الشرائية، وعدم فعالية السياسة الاجتماعية للدولة دعونا نضحك مع همومنا شوية ...فشر البلية ما يقتل ضحكا . أو دعونا نعتبر من وجهة نظر بن خادم أنها حالة هستيرية جزائرية بامتياز تعبير عنيف غريب في حالتي الفرح أو الغضب لعب ذراري دوختهم الزطلة ، ونفخهم الزلط ..اختلطت عليهم معاني الكلمات ..بدلا من الحرقة ...دوروها حريقة
دعونا نفرح لهؤلاء المناضلين الافتراضيين ...ونبارك للمهاتما غاندي أتباعا جدد ا ...
فكلما ظهر احتجاج شعبي ، تسبب في ارتجاج حكومي ، يقدم تسبيقة من ريع البترول ،ويمطرنا التلفزيون بسباب من القول ( نقلت الباء قافا)
أنا ضال عن الحقيقة
ولا أعرف كيف أمسك بهدوئي ...حين تختلط علي مفاهيم كثيرة فمثلا : أنا الآن لا أأفرق بين كيف يكون الخروج على الحاكم كفرا وزرعا للفتنة وبين أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر على رأي يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر ..كيف تعتبر المطالبة بالحريات والحقوق مروقا عن مرق الحاكم ، خروجا عن سلاطة (عفوا سلطة) المارشي السياسي أنا لا أعرف كيف أقدم نفسي لأبنائي ولهذا اللحظة التاريخية ...أعجن لهم جزائريتهم بهذا الطحين الفكري والسياسي كيف ؟
لقد استمعت إلى هيلاري كلينتون وهي تجيب عن سؤال إذا كان الشعب الأمريكي مستعدا لتولي امرأة زمام البيت الأبيض كانت محاورتها العربية تفكر في مسألة كونها امرأة كإشكالية عربية ...حتى قصفتني بإجابة تنتنمي إلى أداء سياسي ممتاز ومنطق في الفهم والتحليل وقوة نموذج ...قالت : أظن أن الشعب الأمريكي قد فهم قدرتي على تقبل الانتقادات ... لا وجه أو قَفَا للمقارنة)
هكذا شعب ينتقد ...وحاكم يتقبل النقد تماما مثل ما يحدث عندنا ..حين يكافئ الحاكم بأمره رعيته بغلق المجال الإعلامي وتقييد الحريات ..وتزييف الوعي ..وتخصيص مفهوم الوطنية لأتباعه.