هم ونحن:.......... أوروبا باسم الديقراطية لملمت نفسها شعوبا واقتصاديات وعقليات وثقافات وأسست مايسمى الاتحاد الأوربي محاولة جادة منها للوصول إلى شعب واحد ،واقتصاد واحد ، ومصلحة واحدة ،ومصير واحد . أما عندنا في بلاد العرب والمسلمين فقد صوروا لنا أن المزيد من الانقسامات وتفتيت ماهو موجود عندنا اليوم من كيانات إلى حارات صغيرة هو صميم الديقراطية , وذلك بتغدية الطائفية ،والمذهبية ،والاصولية ،والانتمائية الدينية التي كانت الى وقت قريب نائمة ، فأيقظوها بمساعدة منا لهم , فطفت على السطح مواضيع كبيرة من الصعوبة إيجاد حلول لها في وقت قصير ، فإذا أراضينا تتحول إلى ساحات حرب مدمرة جاءت على الأخضر واليابس ، وانتهت في بعضها إلى ظهور عروش جديدة ،مثل عرش جنوب السودان في حين أن درفور في الانتظار, وعرش آخر ظهر ذكره في العراق كردستان والبلاد مازالت مفتوحة على مستجدات قادمة ، وناقوس الانقسامات طال ليبيا الحديثة فهناك أكثر من دعوة إلى قيام فيدراليات مستقلة ، كما أن اليمن السعيد ليس مستبعدا أن ينقسم إلى الشمال والجنوب، في حين أن الحرب الدائرة في سوريا بين العلويين والسنة تؤدي بالبلاد الى الدمار والتمزيق، أما في البحرين فالوضع متأزم ويطبخ في قدر ملتهبة بين شيعته وسنته ،ولن يسكت إلا على التشرذم ، أما فلسطين فقد أخذت حصتها من هذه الكعكة الامريكأوربية اليهودية عندما نجحوا في تقسيمهم إلى حماس الغزية والفتح الضفوية مع حالة عداء عالية جدا تصل إلى درجة الغليان ، وفي لبنان الجميل يكفي أن له جيشان واحد نظامي والآخر يمثل أجندة قابلة للتغيير والتلوين ،في أي وقت وتحت أي ظروف مستجد ة، أما مصر ميدان التحرير فقد تبخرت أحلام شعبها الطيب , عندما اكتشف أن الثورة قد تمت سرقتها في وضح النهار , وأن الحزب الوطني الحاكم السابق والمنهار ، قد حل محله حزب الاخوان يكاد لايفرق عنه من حيث التمسك بالسلطة والاستبداد بالرأي، كما أن مواقفهم بشأن الوضع السياسي كانت ضبابية وأنهم وإلى هذه اللحظة مازالوا يتلونون ولايقفون عند رأي ، فهم والحق يقال يحسنون مسك العصا من وسطها ، ضف إلى ذلك بؤرة اخرى في مصر قابلة للتفجير في أي وقت وهي الاقباط ، أما فيما يخص منطقة المغرب العربي يظهر انها على مستقبل لايسر , فانفصال حركة أزواد الترقية في الشمال المالي ليس الا بداية لمخطط جهنمي يمتد الى المنطقة برمتها ، ضف الى ذلك النشاط المكثف للقاعدة في المدة الاخيرة خاصة بعدما وضعت أيديها على سلاح القذافي المهرب ..... هذا بعض مما طفا على البر، اما المستور فحدث وبكل وجع قاتل ...لأن المشاهد ليست عبثية ، واحتدام التوتر ليس نتاج الداخل فقط ، وإقصاء المؤامرة في هذه اللحظة هو زج بالمنطقة والأحداث والأفكار نحو اللاستقرار.
أوطان في مهب الديمقراطية
حسناوي سليم

قسم: مقال الرأي
ليست هناك تعليقات: