Slider

فيديو

أخبار وسارية

هـــــام

أخبار الوطن

أخبار الولاية

صوت المواطن

رياضة

ثقافة

مقال الرأي

» » ثورات...وبعد ؟

اصطخبت الأحداث في العالم العربي ، وجرفت من غير صانعيها كثيرا من الخلق ، اختلفت مستويات تفكيرهم ، ومعيشتهم ، واهتماماتهم وهذا طبيعي بحكم الثقافة والجغرافيا والإنسان المسحوق تحت ضربات الديكتاتورية ، والفقر والخنق الإعلامي ...المهم أن في ذلك تنمية لشعور جمعي عند الإنسان العربي بضرورة التّغيير والانعتاق والتّحرك نحو آفاق جديدة بأكسجين سياسيّ وثقافيّ أيضا جديدين ..والجديد له لمعانه الأخّاذ ، وخيباته الأليمة عندنا نحن الجزائريين الذين خرجوا مبكرا من قمقم الحزب الواحد ، ورأوا كيف تسحب منهم أحلامهم السياسيّة والاجتماعيّة وكيف تصير الديمقراطيّة دامية الإيديولوجيا والتّطبيق .
وأمام صخب الأحداث هذا، وكثرة الفاعلين فيها ، ولغو المتابعين لها تلح الصورة على تأويل ميتافيزيقي ، خاصة وأن ساحة الحرب التي يسقط فيها الأبرياء تحولت إلى رقعة شطرنج ، تتغير فيها تكتيكات اللعبة باستمرار وهو ما يفسح لجاري المجال للقول: إن من علامات الساعة كثرة الهرج والقتل، وفيقدم بذلك نظريته العميقة للأحداث مقيلا بها العقل من كل قراءة تبحث في أسباب ونتائج الحدث، ولعله يأوي إلى طمأنينة تريحه وتريح الجميع ، المهم أن لا نتبنى فكر الخوارج لنأمن شرور الفتنة ... لا يبدو الأمر كذلك في قنوات التلفزيون فقد عصفت رياح الجزيرة ، تواكب سيروكو الثورات ، وتفتي بجواز الانتفاضة على الظلم والفساد والقمع وهو ما رسم مشهدا افتراضي الحلم هرعت إليه كل الألوان السياسية والأطياف الاجتماعية ولولا أمريكا والجيش لأخرج لهم هتشكوك مصر وكومبرسه البلطجية سيناريو دامي التفاصيل والمشاهد لذلك صار للثورة زخما شعريا ، ومعنى روحيا غنّى الناس وصلوا والتقطوا صورا تذكارية في ميدان التخرير ... برعاية الدبابة والصورة الرقمية
تتواصل الثورات لتمنح المثقفين الحالمين في بلدهم ومنفاهم املا يحثون به خطى الدول الغربية إلى هذه الديكتاتوريات التي بطشت بالإنسان ،والقيم، والكلمات، والفرشاة ،والغد ، ولم تترك لهم خيارا إلا طلب الحماية ممن أهدوا بغداد قيء صناعتهم الحربية فوسفورا ،ويورانيوم و طائفية واقتتالا داخليا ... تتواصل هذه التورات ويتواصل معها أيضا هذا الضَّخُّ الإعلامي ، الذي يطمئن إسرائيل أكثر بامتنان العرب لأمريكا المحررة ، وبإمداد بترولي ترعاه قطر من آبار الدولة الجديدة
وحده العقيد يقف أمام تسونامي التخرير ... وتسَرُّبه الإشعاعي في كل الوطن العربي ... جرذان ، مقملين ، وقاموس يليق بهذه الجثة المتعفنة ، ووحدها الملكيات العربية السُّنيّة جدا و التي باعت الماتش بكري وقفت أمام فوبيا الثورات بدرع مباركٍ من أمريكا للوقوف أمام المد الشيعي ... وهنا الفرق بين أنظمة ثورية تنازلت عن تسلحها ، ومشروعها النووي ، و إيديولجيتها وحجابها ، وسيادتها ، وأنظمة قبلت بالاحتواء والتنازل وبقيت في برقع ثقافتها ونظامها. لذلك لا ننتظر فتوى جزيرية تدين هجمات إسرائيل على غزة ، أو تحرض أهالي قطر على الشجب في ساحات التغيير أوفي مناخات الإبل ، وخيم الشعر النبطي ، بل يجي أن نستعد فقط لخطابات تأبينية معدة سلفا –كهذه الفنتازيا الثورية-لمعلق نافذ الصوت والتأثير ...((اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية ))
ساركوزي يتجاوز البرلمان إلى إعلان الحرب على القذافي ، وحقوق الإنسان لا تمهل أوباما غير المرور بقيادات الكونغرس للزَّجِّ بأمريكا في حرب أخرى ، هكذا هم شرطة العالم متوثبون لكل تدخل إنساني كما كان الحال في أفغانستان والعراق ...وبضربات جراحية دقيقة بالقنابل العنقودية تمشط الأرض والأطفال والتاريخ لتبتلع الجغرافيا كلها ، وتحرق روح الشرق في أتون الاستراتيجيات الليبيرالية والصهيونية .
هذه الأنظمة البرلمانية ، والديمقراطيات العريقة ، تكشر ديبلوماسيتها عن خلفية بريئة جدا ،و تدبر بليلنا السياسي حملتها على آبار النفط ، وبراري الشمس ثم تبحث في أروقة الأمم المتحدة عن شرعية دولية ، وبين ظهراني القذافي عن سند و إسناد عربيين ليتم حظر الجو عن دعاء أهل طرابلس ، وإفساح القرضاوي السماء والجزيرة لابتهالات ثوار بنغازي ، ورايات فرنسا وبريطانيا مرفرفة في قلوب أطفالها ... المعادلات صعبة الحل لأن الأطراف كثيرة وطائرات رافال الفرنسية التي رفض القذافي شراءها واستبدلها بالميغ الروسية وحدها كما تقول الجزيرة ويصف شاهدها تدرك الطريق إلى الكتائب ودباباتهم ... لعل شيئا من هذا يرمم كبرياء ساركوزي الموسوم بالشحات ويعوضه خيرا بعد أن عد من آل البيت وحق له أخمس وأسداس.
يبحث ساركوزي في ليبيا عن شعبيته المتدنية زقة زنقة ، وفرانس 24 تعلن فجر الأوديسا وهو ما جعل القذافي يعد التحالف الدولي بإلياذة حربية قد لاتنتهي بعودة أوديسيوس ( ساركوزي ) محملا بجرار النفط الليبي وقد تطيح برأسه سياسيا كما ...حدث لسلفه بوش بعد حرب طر رررررررررررواد في ... المهم لهؤلاء حساباتهم ، ولنا فتاوانا
فإمام بنغازي يبارك حملة المرتزقة البيض ويراها تحالفا دوليا أدت إليه الضرورة أمام حكم ظالم استعان عليهم بالمرتزقة السود الذين يأكلون قلوب الصغار ...تهويل تقتضيه الدراما الإعلامية وينسجم مع الحملة . إغاظة فقهية أخرى للقرضاوي مصدرها بوتين و وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان حين تحدثا عن "حرب صليبية" بشأن التدخل الدولي في ليبيا ، ورآها هو ضرورة دعا إليها العرب والمسلمون جدا قبل غيرهم وربما أراد تخلاطا في المفاهيم ، أو تأصيلا سياسيا يأذن لحركات ما بالتحرك في بلاد المغرب العربي أو لأن القصعة كبيرة وكثيرة على الأكَلَة فتداعوا إليها تلميحا وتصريحا ، لذلك ارتفع سقف المطالب من حظر جوي وتنحٍّ للقذافي إلى تدخل بري وتصفية له ، وفي هذا السياق يطل لوبان بخرجاته ليبصق في وجه خطاب ساركو التحريري : v.s allez remplacer un mauvais dictateur par un bon dictateur طبعا ليغرز تهكمه السام في خطوات رئيسه التي تاهت في صحراء ليبيا ، وخابت بانتخابات بلديات فرنسا ... لوبان يعرف متى يقضم le pain ، ويتقدم بحكمة متطرفة في فهم اللعبة الدولية بمصر : v.s avez changé un général par 5un généraux … c’est ca la réussite هنا لا تكريس لفكرة المؤامرة ، ولا إنقاص من حجم الوعي لدى الشعوب وهنا أيصا لاأفسد الزخم الشعري الذي قذفته هذه الهبات ، ولا أقسو بخطاب تيئيس ولكن بعيدا عن طموحنا التغييري أصر على أن اللحظة التاريخية لم تنتج ثورتها الطبيعية ، والإنسان القادر فيها على إحداث الفرق والنقلة.
بن قابل السلامي

«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم

ليست هناك تعليقات:

هل لديك تعليق على الموضوع؟