Slider

فيديو

أخبار وسارية

هـــــام

أخبار الوطن

أخبار الولاية

صوت المواطن

رياضة

ثقافة

مقال الرأي

» » » من الدم- قراطية إلى الدمى- قراطية إلى العروشو- قراطية


صديقي "مناضل" عتيد عنيد في حزب من أحزاب الجزائر.. أتجنّب لقاءه في المقاهي حتى لا يُوجع رأسي بأحاديثه عن السياسة وانتقاد النظام وتشريح السياسيين والمسؤولين وو.. صديقي المناضل في حزب كذا.. نشطّ الحملة الانتخابية لكائن بشري لا علاقة له لا بالأحزاب ولا بالسياسة.. ولكنه ترشّح تحت حزب من أحزاب الجزائر، غير الحزب الذي يناضل فيه صديقي منذ سنوات.
سألت صديقي (بكل براءة): ما الذي دعاك أن تتخلى عن حزبك وتنشّط لهذا البشريّ وأنت من العارفين بخباياه ونواياه ومثله بلاء على الشعب كله؟ ضحك صديقي ساخر مني وقال: هذا البشري الذي لا يفقه شيئا وصحيفته "أقذر" من مرحاض عمومي في دولة عربية (لم أكتب اسمها).. هذا البشريّ ابن عمّي، يعني من عرشي.. وأمام العرش يسقط الحزب ولا معنى للديمقراطية.. قلتُ: وحكاية النضال السياسي وانتقاد النضال والضجيج والاضجاج الذي تحدثه وأشباهك..؟ قال: حكي مقاهي يا صديقي ليس أكثر.. (وقت الصحّ) أنا مع ابن عمي ومع العرش ولتذهب الديمقراطية والأحزاب إلى الجحيم.. قلتُ: ولكنك تكرّس الرداءة وتعمّق الأزمات، وفليس بمثل هذا الشخص تصنع برلمان تشريع ومراقبة وغد أفضل وتغيير وو..؟ قال: ومن يعبأ.. الديمقراطية ذاتها هي مجرد أكذوبة.. أشباه صديقي كثيرون، وأشباه ذلك الشخص ممّن يرون في البرلمان "غسّالة" للأعمال والأموال، وحصنا ضد المتابعات والملاحقات وو.. كثيرون أيضا.. وإن كنت سأدين شخصا، فالاكيد سأدين صديقي لأنه منافق وكذّاب وخائن وحجرة عثرة في طريق الديمقراطية إن كان في الإمكان أن تتجسّد ديمقراطية على جغرافية يركبها جنون العروش ولعراش و"بن عمّي" في توقيت الانتخابات.. وإن كنتُ سأدين شخصا، فأسدين النّخب و(القرّايين) الذين يتكلّمون بالنار خلال سنوات، وفي الموعد الانتخابي، يرتدّون إلى مجرّد (جهلة) بلا أخلاق ولا ضمير.. ولعنة الله على كل من أصاب حظا من العلم ورضي أن يكون من أنصار العروشية المقيتة أو يكون أجيرا عند صاحب شكارة..
إنها العمى- قراطية في أبشع تجلياتها في المواعيد الانتخابية.. سرعان ما نكتشف بعد سنوات من مطر الكلام السياسي والنقمة على النظام وغلغلة المشارط التي صدئت في جروح المجتمع والتربية والاقتصاد.. أن النخب المتنوّرة هي أكبر خائن في ساعة "الحسم".. وأن "المال" هو الحقيقة الثابتة التي تصنع "الأعراس" وتصنع "النوّاب" وتصنع "النّخب" أيضا..
من الدم- قراطية إلى الدمى- قراطية إلى العروشو- قراطية.. ومتى نصل إلى الديمقراطية؟. من المؤسف أن "اللي جنانو طاب" ليس الجيل الذي يتمسّك بالسلطة بما تبقىّ في.. من شعر أبيض، بل هو كل جيل يمارس التباكي والرّفض والمعارضة، وساعة الحسم نكتشف أنه جيل مضروب ذهنيا وأخلاقيا (مجرد بيض مارج)..

محمد ياسين رحمة 

«
التالي
رسالة أحدث
»
السابق
رسالة أقدم

ليست هناك تعليقات:

هل لديك تعليق على الموضوع؟