عرفت فعاليات اليوم الثاني من الدورة الـ18 للصالون الدولي للكتاب، توافدا محتشما للجمهور صبيحة الجمعة، ولوحظ إقبال من الجمهور على دور النشر المتخصصة في كتاب الطفل والكتب شبه المدرسية، وهذا ما يعكس مدى الاهتمام الذي يوليه الأولياء بضرورة توجيه أبنائهم معرفيا، وتنقسم دور النشر عندما يتعلق الأمر بكتاب الطفل إلى قسمين: دور نشر متخصصة في كتاب الطفل على غرار "المكتبة الخضراء" مثلا، أما دور النشر الأخرى فيكاد يضم أغلبها مساحة موجهة لفئة الأطفال.
وحرصا منها على الاستجابة لتطلعات شريحة الأطفال والمتمدرسين الواسعة، حيث تعد الجزائر ما يناهز 6 ملايين تلميذ، قامت دور النشر المختلفة بالتركيز على التكيف مع هذا من خلال طبع عناوين جديدة، كما حرصت على أن تكون هذه العناوين في المستوى المطلوب، وفي مستوى التنافسية.
قامت دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع، بتقسيم سلسلة كتبها الموجهة إلى الطفل على شكل مجموعات، ففي مجموعة الحضارات القديمة أصدرت الهدى "الأشوريون"، "البيزنطيون"، "الصين"، "المسلمون"، "الكلدانيون"، "القرطاجيون"، "الفايكينغ"، "الرومان" وغيرها من الحضارات التي تعاقبت على مختلف الأزمنة والأمكنة..
أما في مجموعة رجال عظماء، فنقرأ عن ابن سينا، أبو العلاء المعري، سقراط، الغزالي، سليمان القانوني.. وغيرهم. وفي مجموعة الأساطير نشرت دار الهدى "الخادمة الحسناء"، "أولان باطور"، "الكلب ذو التسعة أذيال"، "الحطاب الحكيم"، الزواج السعيد"...، كما جمعت الهدى مجموعة من الأخلاق والقيم الحميدة وأصدرتها في شكل سلسلة تحدثت فيها عن قيمة الوقت، الصدق، الأمانة، الوفاء، ممارسة الرياضة.. وأصدرت الهدى أيضا مجموعة تحت عنوان "أساطير من بلاد البربر"، وهي عبارة عن قصص من الذاكرة الشعبية الجزائرية، تحمل الكثير من المواعظ والعبر، من تأليف ورسوم تراي محمد فخر الدين، هذا إضافة إلى سلسلة روائع القصص العالمية بينها "أليس في بلاد العجائب"، "رحلات غاليفر"، "هايدي"، "قصة الدكتور دوليتل"..
عند دار ثالة للنشر، لا نقرأ الجديد فيما يتعلق بكتاب الطفل لأن الدار ركزت أساسا على الكتاب شبه المدرسي، غير أنها تراهن في دورة هذا العام من الصالون الدولي للكتاب، على عناوين سابقة موجهة للطفل مثل القصص التالية "حكاية الكبش سيما"، "الذئب الرمادي والذئب البني"، "القط والفأر"، "لنتعلم الإنجليزية مع جحا"، "منير والنبتة الخضراء"..، هذا إضافة إلى الكثير من العناوين المتعلقة بالكتاب شبه المدرسي الموجه إلى مختلف التخصصات والشعب.
أما دار الشهاب للنشر والتوزيع، فخصصت سلسلة للأطفال حملت عنوان "سلسلة مدرستي 2014"، قسمتها إلى كتب مدرسية، مدرستي التحضيرية، سلسلة مدرستي. وتؤكد دار الشهاب أن هذه الكتب معدة وفقا للمناهج الرسمية 2013، وتماشيا مع التوجهات الجديدة لوزارة التربية الوطنية تطبيقا للمقاربات البيداغوجية الحديثة.
أما السلسلة الموجهة للطفل في المرحلة التحضيرية، فتضم باقة متنوعة من التمارين والنشاطات التي تم تصميمها بطريقة بيداغوجية تتوافق مع سن الطفل لتأخذ بيده من أجل تعلم الخطوات الأولى في الخط والتلوين والكتابة، من أجل أن يكون على استعداد للدخول إلى السنة الأولى ابتدائي.
من دور النشر الأجنبية التي عرفت إقبالا على منشوراتها دار "أوزو"، وهي دار نشر فرنسية متخصصة في الكتاب الموجه للطفل، وهي حاضرة خلال فعاليات "سيلا" 2013، عن طريق ممثلها في الجزائر "إيدي كيلتير"، ومن السلسلات التي تضمها هذه الدار الفرنسية نجد "أطلس العالم" يعرّف الطفل بمختلف الدول والشعوب المنتشرة على الكوكب الأزرق، وسلسلة "أكتشف الإنجليزية عن طريق الصور" ، إضافة إلى "قاموس إنجليزي فرنسي" بالصور موجه للطفل ويمكّنه من تعلم اللغتين وفي الوقت نفسه يمكّنه من عملية الاستمتاع بالعملية التعليمية. ولن تنس دار "أوزو" الفرنسية فئة الأطفال الصغار، حيث مكّنتهم من العديد من العناوين التي تتضمن حكايات وقصصا موشاة برسومات جميلة تدفع إلى المطالعة دفعا.
التونسيون لم يوثقوا ثورتهم والمرزوقي يصنع الاستثناء
الراية المغربية في قلب معرض الكتاب
في عزّ الأزمة الدبلوماسية التي أشعل فتيلها ملك المغرب محمد السادس، ووصلت الى حد استدعاء سفيره بالجزائر للتشاور ـ كما قال ـ، سجلت المغرب حضورا "بسيطا" في الصالون الدولي الكتاب، ويتراءى للزائر وهو بقلب الصالون راية كبيرة الحجم نوعا ما للملكة المغربية، نصبت داخل الجناح الرسمي للمغرب الذي يضم منشورات لوزارة الأوقاف والثقافة، والرابطة المحمدية لعلماء المغرب، والمعهد الافريقي للدراسات الاستراتيجية، المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، ومجلس الجالية المغربية في الخارج.
يظهر مشاركة المغرب في صالون الكتاب مشاركة رمزية لا غير، وهو ما يفسر غياب الناشرين باستثناء المشاركة الرسمية عبر وزارتي الثقافة والاوقاف، وعدد من الهيئات الرسمية، وناشر آخر هو "الشعراوي"، الذي قدم كمية هائلة من كتب الاطفال والطبخ، وعرف جناحه رغم صغر مساحته توافدا كبيرا خاصة من السيدات اللواتي كن برفقة أبنائهن.
اما عن الجناح الرسمي المغربي، والذي تقابلك عند مدخله الراية المغربية، وكأن مسؤوليه أرادوا ان يقولوا "سفيرنا في الرباط لكن نحن هنا"، وبدت رفوف الجناح فارغة، مع عدد قليل جدا من الكتب التي تنوعت مواضيعها بين التاريخ والادب والثقافة، ك"رحلة الى شمال أفريقيا"، و"نحن والمسيحية في العالم العربي"، و"مدخل إلى نظريات الرواية"، و"الرمز والسلطة".
وتظهر اطلالة متأنية في الجناح ان المغرب "الغاضب" على الجزائر، لم يعرض في جناحه الكبت السياسية خاصة ما تعلق بالقضية الصحراوية، او واقع العلاقات المغربية الجزائرية.
واستفسرت "الشروق" عند مسؤول الجناح المغربي، عن قلة العناوين المعروضة، فرد قائلا "كان يفترض ان تصل الكتب قبل موعد الافتتاح الرسمي للصالون حتى تكون على الرفوف في أول ايام الصالون، لكن لا نعلم السبب في تأخر وصولها، وما سمعناه ان مشكلة وقعت في الميناء الجاف الذي حولت اليه الكتب قبل تخزينها"، وإن كانت اجابة المسؤول المغربي "بريئة" الا انها تتطابق مع تصريح مسؤول في نقابة الناشرين، الذي دخل في "الصراع المحموم" الذي تقوم به وسال الاعلام المغربية ضد الجزائر، وراح يؤكد هذا الاخير ان الجزائر تعمّدت تأخير ايصال الكتب المغربية الى الصالون.
اما عن المنشورات القادمة من الجارة الشرقية تونس، فالمفاجآة ان الإصدارات التي تناولت الثورة التونسية، والرهان السياسي المتولد بعدها، خاصة الصراع بين الإسلاميين والعلمانيين على من يقود تونس، وماهية الهوية التي يجب ان تلبسها تونس في هذه المرحلة، لم يكن كبيرا مقارنة بحجم الثورة التونسية، وكان ابرز ما كتب عن الثورة التونسية والواقع السياسي فيها الرئيس منصف المرزوقي، الذي نشر خمسة كتب في الفترة الاخيرة، وهي "إنها الثورة يا مولاي"، و"من الخراب إلى التأسيس"، "عن أية ديمقراطية يتحدثون"، "هل نحن أهل للديموقراطية"، "الإنسان الحرام".
ففي الكاتب الاول "إنها الثورة يا مولاي" يقدم المرزوقي ــ يكتب تحت قبّعة السياسي والمعارض لا الرئيس المؤقت ــ وبعدما ضمنه إهداءيه لـ"الشهيد محمد البوعزيزي وشهداء الثورة من المحيط الى الخليج"، راح يقدم تقييما صادما للثورة حتى يلعن الواحد منّا هذه الثورة، فيقول المرزوقي "لا تقوم الثورة إلا وقامت لها ثورة مضادة.. الثوار ليسوا هم من يجنون ثمار الثورة.. إنها فرصة أخرى للانتهازيين"، ثم يستدرك "هذا الجزء الفارغ من الكأس لنرفع المعنويات فهنالك ثلاثة إنجازات عظمى للثورة...".
ومما كتب عن تونس، وعرض في جناح الناشرين التونسيين "الدين والسياسة.. بين تهافت العلمانيين و قصور الإسلاميين" لسامي ابراهيم، ولم يتوان الكاتب في "جلد" الفصيلين، فأسمى الطرف الاول بالأصوليين والفريق الثاني بالوضعانيين، اما صالح المرزقي، فكتب "دعوة إلى ثورة الكرامة"، ونشر المان بـ10 سنوات سجنا في حكم بن علي الصحفي عبد الحفيظ خمري "الدكتاتور... التاريخ السري للحركات الإسلامية وعذاباتها زمني بورڤيبة وبن علي".
وتعتقد إحدى الناشرات التونسيات في حديث مع "الشروق" ان قلة الإصدارات التي تتناول الشأن السياسي بعد الثورة، يعود الى عدم وضوح الرؤية لدى السياسيين والاكاديميين عما يحدث حقيقة، الامر جعلهم يتريثون حتى يظهر لهم "الخط الأبيض".
أصداء من المعرض
حضور فرنسي قوي
تطبع فرنسا مشاركتها في الصالون الدولي للكتاب بحضور مهم، وحضرت مجموعات كبيرة كآشات آنترناسيونال، التي تجذب أكبر عدد من الزوار وغاليمار وآكت سود وفلاماريون وإيرول وإليبس وكذا الموزع آنترفوروم. كما يعدُّ الصالون قبلة لناشرين ديناميكيين لاسيما من منطقة بروفونس آلب كوت دازير، على غرار لوباك أون آر، بارونتاز، لاشافرفوي إتوالي وغيرها.
حميد قرين ممنوع في الصالون
قالت مصادر حسنة الاطلاع، ان الروائي حميد قرين، قد ألغيت مشاركته "بسبب مقال نشره في يومية وطنية شهر جوان ماضي، تعرض فيه لوزيرة الثقافة خليدة تومي، وربطت المصادر ما كتبه حميد قرين، في حق "الوزيرة الشقراء"، ومنعه من القاء محاضرات في صالون الكتاب، وعوّض قرين "أقصاءه" بالمشاركة في لقاء أدبي بتونس، يجمع أدباء وكتّابا من المغرب العربي ونظرائهم من أوروبا.
حرب الرمال شهادات عسكريين في الوقت
من الصدف، ان تصادف صدور كتاب "حرب الرمال.. شهادات عسكريين" للزميل فؤاد عبد العزيز، مع الحرب الاعلامية التي يقودها "الدونكيشوت" محمد السادس على الجزائر، الأمر الذي جعل عددا من الزوار يثمّنون خطوة "الشروق"، من خلال الكتاب الذي يوثق لشهادات جزائريين شاركوا في الحرب بعد الكلمة الشهيرة للرئيس الراحل احمد بن بلة "حڤرونا"، لفضح مخططات المغرب من الأب الحسن الثاني الى الابن محمد السادس.
منشورات كوكو تقاطع الصالون
أعلنت منشورات "كوكو" مقاطعة فعاليات الصالون الدولي للكتاب، وارجع مدير "الكوكو" السبب في المقاطعة الى ما اعتبره "تخويفا وتضييقا" مورس في حقه بسبب الخط الأيديولوجي للمنشورات، وهي التي سبقت وأن نشرت كتاب "حياتي ضد القرآن" للجزائرية المقيمة بكندا جميلة بن حبيبو، بحسب دار منشورات "كوكو" فإن آخر "مضايقة" تعرضت لها الدار نقلها من الجناح المركزي الى جوار بعض دور النشر المشرقية.
وحرصا منها على الاستجابة لتطلعات شريحة الأطفال والمتمدرسين الواسعة، حيث تعد الجزائر ما يناهز 6 ملايين تلميذ، قامت دور النشر المختلفة بالتركيز على التكيف مع هذا من خلال طبع عناوين جديدة، كما حرصت على أن تكون هذه العناوين في المستوى المطلوب، وفي مستوى التنافسية.
قامت دار الهدى للطباعة والنشر والتوزيع، بتقسيم سلسلة كتبها الموجهة إلى الطفل على شكل مجموعات، ففي مجموعة الحضارات القديمة أصدرت الهدى "الأشوريون"، "البيزنطيون"، "الصين"، "المسلمون"، "الكلدانيون"، "القرطاجيون"، "الفايكينغ"، "الرومان" وغيرها من الحضارات التي تعاقبت على مختلف الأزمنة والأمكنة..
أما في مجموعة رجال عظماء، فنقرأ عن ابن سينا، أبو العلاء المعري، سقراط، الغزالي، سليمان القانوني.. وغيرهم. وفي مجموعة الأساطير نشرت دار الهدى "الخادمة الحسناء"، "أولان باطور"، "الكلب ذو التسعة أذيال"، "الحطاب الحكيم"، الزواج السعيد"...، كما جمعت الهدى مجموعة من الأخلاق والقيم الحميدة وأصدرتها في شكل سلسلة تحدثت فيها عن قيمة الوقت، الصدق، الأمانة، الوفاء، ممارسة الرياضة.. وأصدرت الهدى أيضا مجموعة تحت عنوان "أساطير من بلاد البربر"، وهي عبارة عن قصص من الذاكرة الشعبية الجزائرية، تحمل الكثير من المواعظ والعبر، من تأليف ورسوم تراي محمد فخر الدين، هذا إضافة إلى سلسلة روائع القصص العالمية بينها "أليس في بلاد العجائب"، "رحلات غاليفر"، "هايدي"، "قصة الدكتور دوليتل"..
عند دار ثالة للنشر، لا نقرأ الجديد فيما يتعلق بكتاب الطفل لأن الدار ركزت أساسا على الكتاب شبه المدرسي، غير أنها تراهن في دورة هذا العام من الصالون الدولي للكتاب، على عناوين سابقة موجهة للطفل مثل القصص التالية "حكاية الكبش سيما"، "الذئب الرمادي والذئب البني"، "القط والفأر"، "لنتعلم الإنجليزية مع جحا"، "منير والنبتة الخضراء"..، هذا إضافة إلى الكثير من العناوين المتعلقة بالكتاب شبه المدرسي الموجه إلى مختلف التخصصات والشعب.
أما دار الشهاب للنشر والتوزيع، فخصصت سلسلة للأطفال حملت عنوان "سلسلة مدرستي 2014"، قسمتها إلى كتب مدرسية، مدرستي التحضيرية، سلسلة مدرستي. وتؤكد دار الشهاب أن هذه الكتب معدة وفقا للمناهج الرسمية 2013، وتماشيا مع التوجهات الجديدة لوزارة التربية الوطنية تطبيقا للمقاربات البيداغوجية الحديثة.
أما السلسلة الموجهة للطفل في المرحلة التحضيرية، فتضم باقة متنوعة من التمارين والنشاطات التي تم تصميمها بطريقة بيداغوجية تتوافق مع سن الطفل لتأخذ بيده من أجل تعلم الخطوات الأولى في الخط والتلوين والكتابة، من أجل أن يكون على استعداد للدخول إلى السنة الأولى ابتدائي.
من دور النشر الأجنبية التي عرفت إقبالا على منشوراتها دار "أوزو"، وهي دار نشر فرنسية متخصصة في الكتاب الموجه للطفل، وهي حاضرة خلال فعاليات "سيلا" 2013، عن طريق ممثلها في الجزائر "إيدي كيلتير"، ومن السلسلات التي تضمها هذه الدار الفرنسية نجد "أطلس العالم" يعرّف الطفل بمختلف الدول والشعوب المنتشرة على الكوكب الأزرق، وسلسلة "أكتشف الإنجليزية عن طريق الصور" ، إضافة إلى "قاموس إنجليزي فرنسي" بالصور موجه للطفل ويمكّنه من تعلم اللغتين وفي الوقت نفسه يمكّنه من عملية الاستمتاع بالعملية التعليمية. ولن تنس دار "أوزو" الفرنسية فئة الأطفال الصغار، حيث مكّنتهم من العديد من العناوين التي تتضمن حكايات وقصصا موشاة برسومات جميلة تدفع إلى المطالعة دفعا.
التونسيون لم يوثقوا ثورتهم والمرزوقي يصنع الاستثناء
الراية المغربية في قلب معرض الكتاب
في عزّ الأزمة الدبلوماسية التي أشعل فتيلها ملك المغرب محمد السادس، ووصلت الى حد استدعاء سفيره بالجزائر للتشاور ـ كما قال ـ، سجلت المغرب حضورا "بسيطا" في الصالون الدولي الكتاب، ويتراءى للزائر وهو بقلب الصالون راية كبيرة الحجم نوعا ما للملكة المغربية، نصبت داخل الجناح الرسمي للمغرب الذي يضم منشورات لوزارة الأوقاف والثقافة، والرابطة المحمدية لعلماء المغرب، والمعهد الافريقي للدراسات الاستراتيجية، المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، ومجلس الجالية المغربية في الخارج.
يظهر مشاركة المغرب في صالون الكتاب مشاركة رمزية لا غير، وهو ما يفسر غياب الناشرين باستثناء المشاركة الرسمية عبر وزارتي الثقافة والاوقاف، وعدد من الهيئات الرسمية، وناشر آخر هو "الشعراوي"، الذي قدم كمية هائلة من كتب الاطفال والطبخ، وعرف جناحه رغم صغر مساحته توافدا كبيرا خاصة من السيدات اللواتي كن برفقة أبنائهن.
اما عن الجناح الرسمي المغربي، والذي تقابلك عند مدخله الراية المغربية، وكأن مسؤوليه أرادوا ان يقولوا "سفيرنا في الرباط لكن نحن هنا"، وبدت رفوف الجناح فارغة، مع عدد قليل جدا من الكتب التي تنوعت مواضيعها بين التاريخ والادب والثقافة، ك"رحلة الى شمال أفريقيا"، و"نحن والمسيحية في العالم العربي"، و"مدخل إلى نظريات الرواية"، و"الرمز والسلطة".
وتظهر اطلالة متأنية في الجناح ان المغرب "الغاضب" على الجزائر، لم يعرض في جناحه الكبت السياسية خاصة ما تعلق بالقضية الصحراوية، او واقع العلاقات المغربية الجزائرية.
واستفسرت "الشروق" عند مسؤول الجناح المغربي، عن قلة العناوين المعروضة، فرد قائلا "كان يفترض ان تصل الكتب قبل موعد الافتتاح الرسمي للصالون حتى تكون على الرفوف في أول ايام الصالون، لكن لا نعلم السبب في تأخر وصولها، وما سمعناه ان مشكلة وقعت في الميناء الجاف الذي حولت اليه الكتب قبل تخزينها"، وإن كانت اجابة المسؤول المغربي "بريئة" الا انها تتطابق مع تصريح مسؤول في نقابة الناشرين، الذي دخل في "الصراع المحموم" الذي تقوم به وسال الاعلام المغربية ضد الجزائر، وراح يؤكد هذا الاخير ان الجزائر تعمّدت تأخير ايصال الكتب المغربية الى الصالون.
اما عن المنشورات القادمة من الجارة الشرقية تونس، فالمفاجآة ان الإصدارات التي تناولت الثورة التونسية، والرهان السياسي المتولد بعدها، خاصة الصراع بين الإسلاميين والعلمانيين على من يقود تونس، وماهية الهوية التي يجب ان تلبسها تونس في هذه المرحلة، لم يكن كبيرا مقارنة بحجم الثورة التونسية، وكان ابرز ما كتب عن الثورة التونسية والواقع السياسي فيها الرئيس منصف المرزوقي، الذي نشر خمسة كتب في الفترة الاخيرة، وهي "إنها الثورة يا مولاي"، و"من الخراب إلى التأسيس"، "عن أية ديمقراطية يتحدثون"، "هل نحن أهل للديموقراطية"، "الإنسان الحرام".
ففي الكاتب الاول "إنها الثورة يا مولاي" يقدم المرزوقي ــ يكتب تحت قبّعة السياسي والمعارض لا الرئيس المؤقت ــ وبعدما ضمنه إهداءيه لـ"الشهيد محمد البوعزيزي وشهداء الثورة من المحيط الى الخليج"، راح يقدم تقييما صادما للثورة حتى يلعن الواحد منّا هذه الثورة، فيقول المرزوقي "لا تقوم الثورة إلا وقامت لها ثورة مضادة.. الثوار ليسوا هم من يجنون ثمار الثورة.. إنها فرصة أخرى للانتهازيين"، ثم يستدرك "هذا الجزء الفارغ من الكأس لنرفع المعنويات فهنالك ثلاثة إنجازات عظمى للثورة...".
ومما كتب عن تونس، وعرض في جناح الناشرين التونسيين "الدين والسياسة.. بين تهافت العلمانيين و قصور الإسلاميين" لسامي ابراهيم، ولم يتوان الكاتب في "جلد" الفصيلين، فأسمى الطرف الاول بالأصوليين والفريق الثاني بالوضعانيين، اما صالح المرزقي، فكتب "دعوة إلى ثورة الكرامة"، ونشر المان بـ10 سنوات سجنا في حكم بن علي الصحفي عبد الحفيظ خمري "الدكتاتور... التاريخ السري للحركات الإسلامية وعذاباتها زمني بورڤيبة وبن علي".
وتعتقد إحدى الناشرات التونسيات في حديث مع "الشروق" ان قلة الإصدارات التي تتناول الشأن السياسي بعد الثورة، يعود الى عدم وضوح الرؤية لدى السياسيين والاكاديميين عما يحدث حقيقة، الامر جعلهم يتريثون حتى يظهر لهم "الخط الأبيض".
أصداء من المعرض
حضور فرنسي قوي
تطبع فرنسا مشاركتها في الصالون الدولي للكتاب بحضور مهم، وحضرت مجموعات كبيرة كآشات آنترناسيونال، التي تجذب أكبر عدد من الزوار وغاليمار وآكت سود وفلاماريون وإيرول وإليبس وكذا الموزع آنترفوروم. كما يعدُّ الصالون قبلة لناشرين ديناميكيين لاسيما من منطقة بروفونس آلب كوت دازير، على غرار لوباك أون آر، بارونتاز، لاشافرفوي إتوالي وغيرها.
حميد قرين ممنوع في الصالون
قالت مصادر حسنة الاطلاع، ان الروائي حميد قرين، قد ألغيت مشاركته "بسبب مقال نشره في يومية وطنية شهر جوان ماضي، تعرض فيه لوزيرة الثقافة خليدة تومي، وربطت المصادر ما كتبه حميد قرين، في حق "الوزيرة الشقراء"، ومنعه من القاء محاضرات في صالون الكتاب، وعوّض قرين "أقصاءه" بالمشاركة في لقاء أدبي بتونس، يجمع أدباء وكتّابا من المغرب العربي ونظرائهم من أوروبا.
حرب الرمال شهادات عسكريين في الوقت
من الصدف، ان تصادف صدور كتاب "حرب الرمال.. شهادات عسكريين" للزميل فؤاد عبد العزيز، مع الحرب الاعلامية التي يقودها "الدونكيشوت" محمد السادس على الجزائر، الأمر الذي جعل عددا من الزوار يثمّنون خطوة "الشروق"، من خلال الكتاب الذي يوثق لشهادات جزائريين شاركوا في الحرب بعد الكلمة الشهيرة للرئيس الراحل احمد بن بلة "حڤرونا"، لفضح مخططات المغرب من الأب الحسن الثاني الى الابن محمد السادس.
منشورات كوكو تقاطع الصالون
أعلنت منشورات "كوكو" مقاطعة فعاليات الصالون الدولي للكتاب، وارجع مدير "الكوكو" السبب في المقاطعة الى ما اعتبره "تخويفا وتضييقا" مورس في حقه بسبب الخط الأيديولوجي للمنشورات، وهي التي سبقت وأن نشرت كتاب "حياتي ضد القرآن" للجزائرية المقيمة بكندا جميلة بن حبيبو، بحسب دار منشورات "كوكو" فإن آخر "مضايقة" تعرضت لها الدار نقلها من الجناح المركزي الى جوار بعض دور النشر المشرقية.
ليست هناك تعليقات: