مع العلم أننا نكن الاحترام لكل رجال المهن مهما كان مستواهم عندما تكون مهنا شريفة.. بالطبع، ونحترمهم حتى ولو كانوا بدون مهنة! لكن أن يترشح كل من لا يهب لأي شيء يدب، فهذا لعمري نهاية عمر الأخلاق السياسية! وللعلم: فالرئاسة، منصب قيادة، وفاقد الشيء لا يعطيه، ومن لا يملك شهادة قيادة، فليبشر بـ"انقلاب" السيارة، ونهاية محتومة في الهاوية، لكن قد يكون القائد محنكا، ويملك شعبية وبدون مستوى تعليمي كبير، ويكون بقالا وخضارا وإسكافيا، لكن هذا ليس ككل إسكافي وككل خضار وبقال!
لم أنم، بل وجدت نفسي أعيش حالة هستريا أفقدتني الوعي لأرى نفسي بائع خضر متجول على عربة يجرها حمار، التي يسميها الشرطة عندها "العربات التي تجرها الحيوانات" وأسميها أنا بـ"الحيوانات المعربة"! وقد ترشحت للرئاسيات وفزت بقدرة قادر ـ لا قدر الله ـ ماذا صرت أفعل؟ أعطيت الأوامر لنشر مهنة الباعة المتجولين في إطار"لونسيج"، حتى صار كل جزائري بائعا متجولا، وصار الحمار يباع بمائة مليون والبغل بـ200! والعربة تفوق اللوغان، بل صرت أنا عندما أزور أوروبا وأمريكا، وأكثرت من التجوال والتحواس السياسي، صرت أدعو القادة والرؤساء لنشر هذا النمط التجاري الجزائري الديمقراطي الشعبي، وصرت أنا أيضا أخرج في الويك آند متخفيا أبيع الفول والجلبان على عربة "مبغلة" (القلايلي ما ينسى هز الأكتاف.. يقول المثل)، أشعر بالراحة عندما ألهب بالسياط مؤخرة حماري، وأنا في الكارو، ضارب ڤارو، وفي جيبي كاشي، أتفرفرش مع الغاشي ما علابالي باللي رايح ولا بللي ماشي.
عندما استفقت من الغيبوبة، كنت في وسط سوق الخضر فاقدا للحركة والوعي أصرخ: أنا هو الرئيس نتاعكم بلا عماركم!
ليست هناك تعليقات: